قصة قصيرة شهد الملكة/بقلم عبدالنبي عياد

قصة قصيرة 
شهد الملكة 
أعترف أننى أحببتها بكل معانى الغرام المختزن بداخلى طوال تلك السنين الماضية وهى سنوات عمرى التى كادت أن تصبح أحاسيس راكدة؛  كزهرة بلا رحيق؛ فأصبحت تنموا وتتفتح بأشكالها المختلفة. لم تكن فتاة عادية وكأننى أعشقها منذ زمن بعيد. أحببت فيها الصفاء . النقاء. أحببت الخجل . البرائة . التلقائية. أحببت فيها الحياه. فعندما إلتقت نظراتنا فى شوق تهامسنا فى صمت عبر نسمات الربيع ليلمس كل منا حنين الآخر. 
وطالت الأيام وكل منا يشتاق إلى ذلك اللقاء إحتضنت عيناى تلك الفرحة فى عينيها والقلب يحتويها يرفرف بحناياها إلى عنان السماء. وتعددت تلك اللقاءات ولكن شىء غريب يحدث بعد كل لقاء . ياه ما كل هذه الظنون والأفكار الغريبة. 
إنه شبح سخيف يراودنى يذكرنى دائما بلحظة فراق كئيبة تنتفض لها مشاعرى. أما هى فتحتضننى عيناها بكل شوق ولهفة للقاء القادم. مازال الشك يقتلنى بعد كل لقاء حتى قررت أن يربطنا رباطاً أبدياً كى يمحوا هذا الشك اللعين؛ فقررت أن أزف إليها هذا النبأ. فحينذاك إنتابها شىء من التردد رغم تلك الفرحة التى تنبعث مع بريق عينيها ولكن هذا التردد جعلنى فى حيرة من أمرى حتى كدت أن أشك فى حبها لى فسألتها. 
لماذا هذا التردد. ألم.
 ولم تجعلنى اكمل تلك العبارة قائلة.بعد كل هذا مازلت تشك فى حبى لك. 
قلت. بل أنا متأكد من هذا الحب. ومن أجل هذا أريد أن يربطنا رباطاً أبدياً ولكن ترددك هذا . فقاطعتنى فى نظرة شوق قائلة. 
بل هذا ما أتمناه ولكن لست أدرى عندما سمعت هذا الخبر أحسست بأننى خائفة. 
قلت. ومما تخافين. 
قالت لست أدرى. 
عندئذ تذكرت هذا الشبح اللعين الذى يطاردنى فهناك شىء مبهم يختبىء خلف ستار المستقبل. 
ثم أردفت قائلة. ولكن هناك شعور ينتابنى قد يكون خوفا مما تحمله الأيام ويخبأه القدر فيتبدد هذا الحب وعندئذ لن أحتمل البعد عنك؛ لقد أصبح حبك هو نافذتى التى أطل منها على المستقبل فأنت أول إنسان يدق باب قلبى فتنطبع صورته بداخله لقد أصبحت كل شىء فى حياتى. 
وقتئذ أحسست بجاذبية شديدة تجذبنى إليها فأمسكت بيديها أقبلهما وأنا أؤكد لها أننى بهذا الزواج سنقضى على هذا الشك إلى الأبد.
وبالفعل تمت خطبتنا ومرت شهور قليلة ثم تزوجنا فأصبح عش الزوجية أشبه بخلية النحل بالطبع ليس من حيث الكم بل المعنى؛ لقد أصبحت زوجتى هى الملكة داخل هذا العش أذهب فى الصباح ثم أعود لأغوص فى بحر من العسل الذى أعدته هذه الملكة؛ واستمر سريان هذا النهر المتدفق ينبع بالحنان فأنهل منه عشقاً وحنيناً حتى ظننت أن كل معانى السعادة خلقت من أجلى. وبعد كل هذا لست أدرى لماذا عاودنى هذا الإحساس من جديد فخلال تلك السنوات من السعادة لم يتغير هذا الحب بل يزداد فبدأت أبحث بداخلى عن شىء قد يؤدى إلى زعزعة هذا الحب ولكن لا شىء. لماذا؟ لست أدرى لماذا هذا العبث بتلك المشاعر الجميلة ومن أين يأتى فلازالت الحياه طبيعية بيننا ولا يزال النهر يسرى. فقررت أن أحكى لها فى مداعبة بما أشعر به وما يدور بخاطرى فكانت المفاجأة لقد أخبرتنى أنها تشعر بما أشعر به ولكنها كانت خائفة من مصارحتى فجلسنا يتأمل كل منا الآخر فى صمت حتى أمسكت بيدى تحنوا عليها وهى تنظر لى بعينيها الواسعتان قائلة. 
ألم تذكر حين جئت تزف إلينا نبأ خطبتنا ماذا قلت. 
نعم فأنا أيضا كنت أشعر بهذا ولكننى كنت أتجاهله؛ كنت أثق تماما بأننا سوف نحطم هذا الخوف ونطرد هذا الشبح اللعين من حياتنا فكلما زاد الحب بيننا سوف ترحل كل الاشباح ؛وها نحن فلازلتى ملكة داخل قصرك ولم يتوقف النهر عن السريان وسيظل مملوءا بهذا الحب الذى نما بيننا ولم تكن تلك الهفوات إلا خيالات عابرة سوف تزدل عليها ستائر النسيان. 
ولا زلت أشكرك على حياتك التى وهبتيها لأجلى؛ على نهر الحنان المتدفق التى لا يتوقف عن السريان. 
أشكرك حبيبتى وتأكدى بأننى سأحيا بحبك إلى الأبد...

بقلمى.عبدالنبى عياد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا معجز الأطباء عن مداواتي-خالد فريطاس الجزائر

يا من تقول أنك تهوانى / حنان أمين سيف

تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر