قصص الانبياء / تقديم محمد عبده مسعد الذواد
قصص الانبياء / تقديم محمد عبده مسعد الذواد
ولد موسى في مصر منتسبًا إلى بني إسرائيل في الجيل الرابع بعد الهجرة إلى مصر زمن النبي يوسف طبقًا لسلاسل أنساب التوارة؛ والتي تحدد بأن لاوي ابن يعقوب والذي يمثل الجيل الأول من الهجرة، له ابن هو قهات، الذي ولد عمرام الذي يمثل الجيل الثالث من الهجرة،والذي تزوّج بنسيبته يوكابد من بنات لاوي أيضًا، وأنجبت منه موسى ثالث أولادها وأصغرهم، والفرق بالسن بين موسى وهارون ثلاث سنوات. تمت ولادة موسى، حسب القصة التوراتية في ظروف صعبة، فبعد أربعة أجيال من هجرة آل يعقوب إلى مصر "أثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا جدًا"، مما سبب خوفًا لملك مصر خشية انضمامهم للأعداء حال نشوب حرب أو منازعتهم في ملك الأرض، لذلك أمر الملك باستعبادهم "ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية". لاحقًا، أمر الملك القابلات بقتل الذكور من بني إسرائيل تخلصًا منهم وضبطًا لنموهم العددي، وإذ كان أمر الملك نافذًا، ولد موسى، فتخوفت أم موسى عليه، فخبأته لثلاث أشهر، وإذ عجزت عن مواراته مدة أطول، وضعته في سلّ من القصب وطلته بالزفت، وخبأته بين حشائش حافة النهر، ثم أوفدت مريم أخته الكبرى لحراسته.] غير أنّ ابنة فرعون، إذ قصدت النهر لتغتسل مع جواريها، وجدت السلّة "ورقّ قلبها"،لموسى فاعتنت به، وإذ أبى الطفل الرضاعة تدخلت مريم أخته الكبرى سائلة بنت فرعون أن تجلب أمّ الصبي لترضعه، فأرضعته لقاء أجر، ومكث الطفل فترة الرضاعة والطفولة في بيت أهله، وبعد فطمه استقرّ في منزل ابنة فرعون، التي دعته "موسى" والتي تعني حرفيًا المنتشل من المارغم تربية موسى المصريّة، لم ينس جذوره العبرانيّة أو بني قومه. كانت نقطة الافتراق الكتابية بين موسى وآل فرعون حين خرج موسى "ليتفقد أحوال إخوته"، فرأى رجلاً مصريًا يضرب رجلاً عبرانيًا، فقتل المصري ودفنه في الرمل في ذات الموضع، غير أن الحادث قد انكشف، وأدرك موسى الأمر في اليوم التالي، إذ سمع أن فرعون أمر أن يُقتل، فهرب من مصر إلى أرض مديان، والتي تقابل في المعايير المعاصرة الأقصى الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة سيناء، وإذ جلس عند البئر، حمى سبع فتيات من مضايقات الرعاة، ثم سقى غنمهنّ، فما كان من والدهنّ المدعو يثرون - والملقب أيضًا كتابيًا رعوئيل أي صديق الله - وهو كاهن مديان، إلا أنّ زوّج موسى إحدى بناته صفّورة، والتي ولدت لموسى بكره جرشوم وإذ استقرّ موسى في مديان، عمل راعيًا لغنم حموه،
تعليقات
إرسال تعليق