بيني وبين أنا/ الدكتور خالد فريطاس

بيني وبين أنا
إرهاصات تعانق قلائد الصدى
توحي لبعضها زخرف القول
تمتد أميالا على خد الجليد
وتزهر ما تبقى من وهج الحروف على طول المدى
بيني وبين أنا
نقاط يتيمة في المنحنى
تغتسل في مرآة الشمس
تأسر الألوان النارية
وتكسر أوثانا تطوف حول قوس قزح
وتدعوا الورى للإستقامة والهدى
بيني وبين أنا
الف لهجة نامت على خدها
تكتب لحنها وطنا
تموت في هناك كي تبعث هنا
وتحاسب دموع الأشياء وتسرق من الصباح القطرة والندى
بيني وبين أنا
بعض وأربعون سنه
حرقة أفرشت نفسها لتعانق المنى
فرحة دارت تتوارى عن الفنا
وحرص قتلني دون أجل
بأمل ترعرع في قمرة صاروخ طويل المدى
بيني وبين أنا
شرخ يهدهد شرخه
أمر يواري أمره
يفر من ضله مغمض الأعينا
يتل جبينه فوق طقم.النبوؤات
ليذبح رؤياه لكبش الفدا
بيني وبين أنا
منحدرات التلال
وسفوح الجبال
وقطعة خلابة المنظر
تنشطها العصافير في حظرة الملكوت
وغمد تنفس الصعداء في سيف العدى
بيني وبين انا أكيد لست أنا
مصباح ينام في ردهه الليل الطويل
يساوره الشك في معادلات الجماد
يحاول فتح المعابر. وقتل الإنسداد
أقلام إنتحرت ليلة عرس الأوراق وخيبة بن عرس
تنصلت حروفه من قامات الضل
فراح مكتمل في بدره الماورائي متشبث بالندى
بيني وبين أنا أكتب ما مر من هنا
من دهاليز الليل المصلوب على دسر المحال
من أطلال المهجة المتدلية في السجال
تقف في طابور له منصل قاتل في الحشى
يتورد عند نهاية خلقه مسبحا ومنشدا
بيني وبين أنا تتوالى قذائف الجلاء في جزر البحر المسجور
ويتشكل جليد سرق الهلام من طيف تسكع مخمور
تتجمع البومات العوانس هنا أوقرب هناك المعذور
لتفتح قوائما لم.تعد تستطيع البوح على أرصفة الطرقات
ولا تقوى على مسح الأسواق من آثار مائدة مستديرة ومنتدى
بيني وبين أنا عادات شجبت أفواها أخاطت عمق الكلام
رفع الأصابع البريئة في دار الحضانة كي تمر المقنبلات الى الحرير
وسخرية ترعرعت في خد الزجاج تناولها العطار بلا ميعاد
إنتفاضة وحجارة وكشف عورة غزه والصلاة في بكاء الحاخام
ورؤيا إنقض حائطها فأقمته دون أجر محددا
بيني وبين أنا عقدة التاريخ وإصحاحات شربت مدادها
وأخطبوط إقتنص روعة الأحاجي ذات ليلة
واكتنز فضته فانتفخت أوداجه
سخر السنجاب من مفارقة أزهار اللوز وشلال الدخان
فتساقطت كنوز بابل لردم جيش كان هنا
جاء هنا ليفتش اليمامات مهددا
بيني وبين أنا هراء المقاعد والكراسي ودم الحيض ودودة قز متوارثة الغثاء في سيلها
وزوبعة في عين صرصار كثير العزيف يستفز نملته بربطة العنق الفرنسية
وهواية صيد النهود في إقليم السيقان المتوردة
وأكل الثيران في ردهة الصحن العملاق كل واحد على حدى
الدكتور خالد فريطاس الجزائر